كشف عبد الصادق البوشتاوي، أحد محامي ناصر الزفزافي، الذي بات يعرف بـ”أيقونة حراك الريف”، أن الأخير رفض التعاون مع أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حين نقله إليها أمس الجمعة، على خلفية الرسالة التي تم تسريبها ونسبت إليه.
البوشتاوي قال في تصريح إن “الزفزافي رفض التعاون مع الفرقة الوطنية لأنها خرقت القانون، ولأنها قامت بإخفاء الملابس التي تعتبر دليلا على تعرضه للتعذيب”، مواصلا: “الملابس كانت مملوءة بالدماء، ولم يتم إحضارها مع الملف كمحجوز”.
وأوضح البوشتاوي أن الفرقة الوطنية بهذا التصرف “تتحمل المسؤولية في قضية التعذيب”، قائلا: “نحن نتمسك بإحضار تلك الملابس وإلا ستكون الفرقة الوطنية متواطئة في قضية التعذيب وتخفي الأدلة”.
وأوضح المتحدث أن ما قامت به الفرقة الوطنية “مخالف للقانون”، مشيرا إلى أنه يجب احترام مقتضيات المادة 66 وإشعار دفاع المعتقل وأيضا عائلته قبل تنقيله؛ ناهيك عن حقه في تنصيب محام، مفيدا بأنه “لم تجر العادة على أن يتم نقل المتهم إلى مقر الفرقة الوطنية بل يتم إيفاد الهيئة القضائية إلى السجن من أجل الاستماع إليه”.
ويؤكد البوشتاوي أنه لم يتسن له التأكد من أن ناصر من خط الرسالة بيده، إلا أن الأكيد أنه “يوافق على مضمونها”؛ ناهيك عن أنها “لم تكن موجهة للنشر”.
وتابع: “ناصر الزفزافي يوجد في وضعية الاعتقال الاحتياطي، وبالتالي لديه كامل الحق في التخابر مع المحامي وتسليمه ما يراه مناسبا، بما في ذلك الرسائل التي تكون في غلاف مقفل ولا يحق للإدارة الاطلاع عليها”، مواصلا: “تسليم الرسالة يدخل في إطار التخابر بين المتهم وممثله وبالتالي لا دخل لا للنيابة العامة ولا الإدارة السجنية في الموضوع”.
يذكر أن الزفزافي، وضمن الرسالة المنسوبة إليه، شدد على الالتزام بـ”السلمية”، وبشر بـ”نصر قريب”، معتبرا أن الهدف من “الحراك” هو فضح المفسدين الذي قال إنه “لم يسلم من كذبهم ومؤامرتهم حتى ملك البلاد، الذي كان أملنا أن تنكشف حقيقتهم المخزية أمامه ليطبق في حقهم ما يحتمه القانون من عقاب ومحاسبة، في دولة ترفع شعار الحق والقانون، وربط المسؤولية بالمحاسبة”، حسب تعبيره.
الزفزافي قال موجها حديثه لنشطاء حراك الريف: “أجدد وصيتي لكم بالسلمية ثم السلمية ولا بديل عن السلمية، كسبيل وحيد لتحقيق ملفنا المطلبي، كمبدأ راسخ ساهم في استمرار هذا الحراك، رغم الاستفزازات المتعمدة للقوى الأمنية”، موصيا رفاقه أيضا بنبذ العنف والتطرف أو الخروج عن “المطالب العادلة”.
وأكمل: “أنبهكم إلى عدم الانجرار وراء مكائد من يريد بكم سوءا، فمن رمى حجرة فقد خان الحراك والمعتقلين، ومن كسر زجاجا فليس من الحراك، ومن خرج عن مطالبنا فليس من الحراك…وأحذركم كذلك من الراكبين على مآسينا وجراحنا ونضالاتنا من ممتهمني النضال، والمسؤولين عما آلت إليه الأوضاع من سماسرة الريف وتجار الأزمات”.