كشفت مصادر محلية بالحسيمة، أن الجيش الإسباني شرع فعليا في نقل مواد بناء إلى جزيرتي “لا تييرا ديل مار” على سواحل الحسيمة، بهدف تشييد عدد من البنيات التحتية، في وقت التزمت فيه السلطات المغربية بالصمت.
وأوضح شاهد عيان لـ”العمق”، أن طائرة هليكوبتر للجيش الإسباني تأتي بشكل مستمر إلى صخرة “النكور” الخاضعة للسيطرة الإسبانية، والتي تبعد عن شاطئ الحسيمة حوالي 60 مترا فقط، وتنقل من هناك معدات وتجهيزات ومواد بناء إلى جزيرتي “لا تييرا ديل مار” اللتان تبعدان بـ30 مترا فقط عن ساحل الحسيمة، بعدما أقامت هناك خيمتين عسكريتين.
وحسب ما نقلته مصادر متطابقة، فإن الجيش الإسباني يهدف إلى تشييد بنايات بالجزيرتين المذكورتين بهدف مراقبة المهاجرين السريين الذين يتخذون من “لا تييرا ديل مار” نقطة عبور إلى الضفة الأخرى، في حين لم تصدر السلطات الإسبانية أي بلاغ رسمي في الموضوع.
وتساءلت المصادر ذاتها إن كانت هذه الأشغال تتم بتنسيق مع المغرب، خاصىة وأن الأشغال الجارية على الجزيرتين من طرف الجيش الإسباني يمكن رؤيتها بشكل واضح من الحسيمة، في حين يتجنب المغرب إبداء موقف من الموضوع تفاديا لأي أزمة من الجارة الشمالية.
يُشار إلى أن إسبانيا تسيطر على 3 جزر قرب الحسيمة، وهي صخرة “النكور” التي يقيم عليها الجيش الإسباني بنايات ويتواجد بها جنود إسبان، وجزيرتي “لا تييرا ديل مار” الفارغتين من أي تواجد بشري، وهي 3 جزر تحتلهما إسبانيا منذ القرن 16.
ورغم أن المغرب يعتبر الجزر المذكورة على أنها محتلة كما هو الشأن بالنسبة لمدينتي سبتة ومليلية، إلا أنه يتجنب طرح الملف بشكل رسمي بالنظر إلى علاقته بإسبانيا، والتي بدورها تحاول عدم إثارة الملف.