رسالة الى الملك محمد السادس نصره الله من ابناء الحسيمة يشرحون لملكهم الشريف احداث الحسيمة

بلعيد بويعلا

سلام تام . 
 و بعد، 
 في كل خطاباتكم ، جعلتمونا نعتقد في التغيير و الايمان بامكانية توفرنا على دولة تحمينا و نلتجأ اليها كلما حل بنا و باهلنا بعض من مصائب الزمان .
 في البدء كان وعد العهد الجديد ، فطال بنا الانتظار و لم نرى من القائمين على هياكل “مشروع دولة القانون” إلا تكريسا لممارسات قديمة من رشاوٍ، فساد و محسوبية ، و رغم بعض من الشكليات الظاهرية ، بقي شعار (ذات القائمين ) دون تغيير، اَلا و هو : “دولة المخزن فوق كل شيء” ، بدل دولة المؤسسات . 
 تساءلتم عن مصير الثروة ، فخرج علينا ممثلوا ام الوزرات بما سمي بخدام الدولة . فأين الثورة ان كان خدام دار المخزن مستثنون من سؤالكم؟ و عجزنا عن ايجاد الثروة … لانها في جيوب لا تصلها المساءلة و لا يطالها البحث . 
 و اخيرا ، بعد ان سعى الشعب مهتديا بارشاداتكم للبحث عن موضع الخلل ، و بعد ان وضعتم اصبعكم عن موضع الداء : داء الادارة … لم نرَ لتشخيصكم الدقيق و الواقعي اي نتائج عملية … والشعب قائم يبحث دوما عن دواءٍ لداء الادارة …
يا ابن بلدنا ملك المغارب: ان داء الادارة قد استفحل… 
 يا ابن ارضنا الطاهرة التي دنسها المفسدون ، ان خطبكم و خطاباتكم كانت لتكون قنديلا مضيئا لابناء هذا البلد لو تبعها بعض من التكريس العملي لمواضيعها ، و قليل من المتابعة عن قرب للسهر على مدى تطبيق تعليماتكم الملكية … 
 كنا لنفرح لرؤيتكم و انتم تتدخلون بكل ثقلكم الملكي لوضع حد لتجاوزات بعض من المتنفذين ، او اداء دين على ذمتكم لدى مظلوم في دولتكم وانتم اول أولي الامر فيها و اول من يحاسب امام الله . 
 كنا لنفرح لرؤيتكم و انتم تتفقدون احوال ابناء بلدكم في مناطق نائية لصلة الرحم او الضغط على زمرة الفساد من اجل ان تسمع اصوات البؤساء فيها …
ام انكم يا ملك المغرب ترضون ان ينشغل المغاربة فقط بنوع لباسكم ، بثمنه و اسم الشركة التي انتجته ؟ 
 اتودون يا ملك المغرب ، و انتم صبط الرسول (ص) ان تُقارنوا ببعض من مشاهير السينما و الغناء و تثيروا عليكم متتبعوا صيحات الموضى، و انتم اعلم بالانحطاط الاخلاقي الذي يعيش فيه هؤلاء ، و ما هم بقدوة الا للغوغاء و كثير من منعدمي الشخصية ؟
 لستم نجما من نجوم آلسينما يا ملك المغرب … انتم ملك بلد :هل فكرتم في مسؤولياتكم الاخلاقية امام هذا الشعب ، يوم نقف جميعا امام الله سبحانه و تعالى ؟ 
 و انا ابن الريف … و تقولون بوطن يجمعنا … ماذا عسانا في الريف ان نتذكر عن عهدكم عدى بعض من الدريهمات في ما سميتموه بالمصالحة ، لافراد سرق منهم مستقبلهم حاضرهم و ماضيهم ؟ 
 ما عساكم تقولون عن ما يحدث اليوم في الحسيمة ان لم يكن تشخيصا عمليا واقعيا لداء الادارة ، بعد ان قدمتم التشخيص النظري لنفس الداء في خطابكم الاخير ؟
لم نعاقب اذن ؟
ايكون الالتزام بتعليماتكم و بالحرف عقوقا ؟ 
عجبا لدولة تعاقب شعبا لبى نداء ملك من اجل الوقوف في وجه الفساد ! 
 يصعب التنبؤ بما قد يصل آذانكم من اخبار و وشايات … لكن ما نعرفه حقا و حقيقة ان الكثير مما يصلكم فيه الكثير من الاكاذيب الغير المؤسسة ، فهاهو رئيس جهاز امن الدولة و رئيس مخابراتها يورد في بلاغ عمومي انه لم يتم تعنيف ابناء الحسيمة ابدا و لم يتم اعتقال اي فرد منهم ، و منا الجريح و المكدوم ، منا من لا يزال في مستشفى العار يتلقى شبه علاجات ، و امضى العشرات منا ساعات سوداء في مخافر الشرطة تذوقوا فيها الويلات …
ماذا يصلكم عن اهل الريف يا ملك المغرب؟
ان الريف كان دوما و سيضل عاشقا للحرية،  محبا للعدالة ، فخورا ابيا و وفيا . افي هذا ما يمس جنابكم ؟ ايكون مؤذيا لكم و “لمشروع دولة المؤسسات” في المغرب ان يكون من بين سكانها تجمع اثني يأبى الذل و يرفض الضلم؟ 
 يا ملك المغرب ، يتهموننا بالسعي للانفصال ، و نحن نقول : برهنوا لنا مرة واحدة انكم تؤمنون باننا اخوانكم في الوطن … و ما لنا من مطلب سوى التمتع بكامل شروط المواطنة دون تنقيص … 
قد يطول المقام ، لكن المقصود قد بلغ … اللهم فاشهد …
 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .